الأمر الأول: المغالاةُ في المهور : إنّ المغالاةَ في مهور النساءِ؛ أصبح يشكّلُ مشكلةً عظيمةً أمام كثيرٍ من الشبابِ؛ الذين يريدون الزواجَ وعِفَّةَ أنفسِهم ،لأنهم يصطدِمون بجدارِ المهورِ الباهظةِ التي يطلبُها بعض الآباء، فيعزِفُ مِثلُ هؤلاءِ عن الزواجِ؛ ما قد يكونُ له آثارٌ وخيمةٌ على انحرافِ الشبابِ ووقوعِهم في الجريمةِ، وكثرةِ العوانسِ في البيوت، الأمرُ الذي قد يؤدّي لانحرافِ الفتياتِ إلى الجريمةِ أيضاً، من جانبٍ آخَرَ اضطرارُ بعضِ الشبابِ إلى الدَّينِ واستلافِ المهر، فيعيشُ هذا المسكينُ طوالَ حياتِه أو بعضَها مُرهَقاً بالديونِ، فلا يصبح للزواجِ عندَه طعمٌ، بل أصبح وَبالاً عليه وعلى أسرتِه كلِِّها، رغمَ أنه ثبتَ في الصحيحين وغيرِهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي r زوّجَ امرأةً رجلاً بما معه من القرآنِ.
وقال عمرُ رضي الله عنه: "لا تغلوا في صداقي النساءِ، فإنها لو كانت مَكرُمةً في الدنيا أو تقوى عند اللهِ؛ كان أَولاكم بها النبي r ، ما أصدقَ رسولُ اللهِ r امرأةً من نسائهِ ولا أصدقَ امرأةً من بناتهِ أكثرَ من اثنتَي عشرةَ أوقية، " والأوقية: أربعونَ دِرهماً .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ إِنَّ رَسُولَ الَّلهِ صلى الله عليه و سلم قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابـِهِ : " هَلْ تَزَوَّجْتَ يَا فُلاَن ؟ " قَالَ : لاَ وَالَّلهِ يَا رَسُولَ الَّلهِ ، وَلاَ عِنْدِي مَا أَتـَزَوَّجُ بـِهِ قَالَ : " أَلَيْسَ مَعَكَ ) قُلْ هُوَ الَّلهُ أَحَدٌ ؟ ) " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " ثُلُثُ القُرآنِ " ، قَالَ : " أَلَيْسَ مَعَكَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ لَّلهِ وَالفَتْحُ ؟ " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " رُبـْعُ القُرآنِ " ، قَالَ ، " أَلَيْسَ مَعَكَ قُلْ يَأَيـُّهَا الكَافِرُونَ ؟ " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " رُبـْعُ القُرآنِ " ، قَالَ : " أَلَيْسَ مَعَكَ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا ؟ " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " رُبـْعُ القُرآنِ ، تـَزَوَّجْ (أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُ) .
وأما الأمرُ الثاني من عقباتٍ في طريقِ الزواج: الإسرافُ والتبذيرُ الذي يحصلُ في الأفراحِ، حيثُ تنفَقُ الآلافُ على الحفلات، وكان بالإمكانِ أنْ يكونَ الحفلُ متواضعاً، نَعم لقد أمرَنا رسولُنا صلى الله عليه و سلم بالوليمةِ للعُرس فقال صلى الله عليه و سلم: (أولِمْ ولو بشاة) [رواه البخاري ومسلم]. ولكنْ هل يعني ذلك أنْ نصِلَ إلى ما وصلَ إليه الحالُ اليوم، بذخٌ وإسرافٌ، وضياعٌ للأموال(حفلاتٌ ، صالاتٌ، سياراتٌ مزيَّنة، غداءٌ فاخر، ليلةُ الحنّاء، يومُ الإشهار، …..الخ )، فإنّ الله عزَّ وجلَّ نهى عن الإسرافِ فقال: (يَـٰبَنِى ءادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ) [الأعراف:31]. وقال: (وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوٰنَ ٱلشَّيَـٰطِينِ وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لِرَبّهِ كَفُورًا) [الإسراء:26-27].وللأسفِ أصبحتْ هذه الأمورُ من متطلباتِ الزواجِ الأساسية .
via mixCleopatra http://ift.tt/1v8czrC
Put the internet to work for you.