لم يكف الخبراء يوماً عن محاولة الكشف عن الاختلافات بين المرأة والرجل، وقد حاول الخبراء منذ زمن بعيد تحديد الاختلافات إلى جانب محاولتهم تحديد الأسباب العلمية لها. ولكن هل هناك اختلاف في طريقة التفكير بين الرجل والمرأة؟ اختلاف في الجينات يقول العلماء إن تركيبة الدماغ هي التي تجعل لكل من المرأة والرجل طريقته الخاصة في التفكير ويعود الأمر إلى الاختلافات الجينية الدقيقة في الدماغ. وتعتبر هذه الجينات التي توجد في الدماغ من الأمور الأساسية التي تحدد الاختلافات بين كل من نفسية المرأة ونفسية الرجل وقد تبين أن مئات الجينات الموجودة في كل من دماغ المرأة والرجل تعمل بطريقة تختلف عن الأخرى. الأمر الذي يؤكد أن السمات والسلوكيات المتنوعة التي تميز كل جنس عن الآخر يمكن أن يكتسبها الشخص من خلال تركيبته البيولوجية إلى جانب أنه يكتسبها أيضاً من خلال التربية والمجتمع من حوله الذي نشأة فيه. الرجال أكثر ميلاً للعدوانية بينت هذه الدراسة العلمية أن خاصية التعاطف مع الغير تبرز لدى النساء وبشكل عام أكثر منها لدى الرجال وبنسب ملحوظة بالإضافة إلى أن العديد من الأبحاث النفسية والتحليلات الشخصية بينت أن النساء يبدين أكثر شفقة ورحمة بالمقارنة مع الرجال المشاركين في التجربة. كما تبين أن الرجال كانوا أكثر ميلاً لأخذ المواقف العدوانية بالإضافة إلى أنهم كانوا أكثر تحمساً لخوض المجازفات بالمقارنة مع النساء. وقد بدا الرجال في التجربة أكثر قدرة على فهم الأمور التي تتعلق بالنظم الميكانيكية ومن بينها محرك السيارة. لا يوجد اختلاف في نسبة الذكاء بين المرأة والرجل في حين أكدت هذه الدراسة أنه لا يوجد اختلاف مؤكد في نسبة الذكاء بين المرأة والرجل إلا أن الذاكرة البصرية لدى النساء بدت أكثر مهارة منها لدى الرجال. وفي الوقت نفسه كان الرجال أكثر قدرة على تمييز المجسمات حين حاول الباحثون تدويرها في المشاهد التي عرضت عليهم. وهو الأمر الذي يمكن أن يفسر سبب اهتمام الرجال بالخرائط لمعرفة تحديد الطرق في حين تميل النساء إلى ربط الأماكن بالمعالم البارزة التي تميزها. هناك صنفين للدماغ: "المشدد" للرجال و"المنظم" للنساء ربط الدكتور سايمون بارون كوهين من جامعة University of Cambridge في بريطانيا بين هذه الاختلافات البارزة وبين الجينات في دماغ الإنسان ذكراً كان أم أنثى. وأوضح الدكتور سايمون وفقاً لهذه الدراسة أن هناك صنفين لدماغ الإنسان. وقد أسمى النوع الأول وهو النوع الشائع لدى الرجال بالنوع "المشدد" أما النوع الثاني للدماغ والذي يعتبر شائعاً أكثر بين النساء فهو النوع "المنظم". وتعتبر هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تحدد أي من جينات الدماغ هي التي تعمل بطرق مختلفة لدى كل من الذكر والأنثى في الفصائل المتنوعة التي تشبه في تركيبتها الإنسان كالقردة.
لكل منهما طريقته المختلفة في البحث عن الشريك ولهذه الاختلافات فإن لكل من المرأة والرجل طريقته التي تختلف في البحث عن الشريك. أي أن الرجال وبشكل عام يركزون على الشباب والشكل الجميل بشكل أساسي في المرأة التي يودون الارتباط بها في حين أن معظم النساء ينظرن وبشكل أساسي إلى مكانة الرجل. وهذه الاختلافات الجينية تفسر سبب الاختلاف في الأمراض العقلية والعصبية التي يمكن أن يصاب بها الجنسين. إذ تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض الاكتئاب بالمقارنة مع نسبة الإصابة بهذا المرض بين الرجال.